السؤال: قامت إحدى الأخوات بعملية استشهادية، فزعم أحد الإخوة أن هذا انتحار، وأن مصيرها إلى النار، فما القول الصحيح في ذلك؟ الجواب: أي مسلم يجتهد بعمل من الأعمال، وله فيه وجهة نظر أو دليل لإظهار الحق، فواجبنا أن نستغفر الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى له وندعو له بالرحمة والقبول، بخلاف ما لو جاء يستفتينا أفعل أو لا أفعل؟ فوقتها نتكلم ونقول له: لا تفعل أو أن الأولى ألاَّ تفعل أو نراجع المسألة، أو نجتمع وندرس النصوص وننظر المصلحة. أمَّا ما قد وقع فموقفنا من أي مسلم أن ندعو له بالمغفرة، ولا يجوز أن يقال: فلان في النار -والعياذ بالله- ولا يجوز لأحد أن يتألَّى على الله، فيقال: لن يتقبل الله من فلان، فلا ندري هل هذه الأخت من باب الترف تذهب بنفسها، أو أن تكون ابتليت بنفسها أو بعرضها أو بمن تحب، فوجدت أنه لا حل أمام هؤلاء القوم إلا أن تفعل ما فعلت، فالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى رحمته واسعة، والعظة والعبرة بالقيام بمثل هذا العمل من ناحية النكاية في العدو واضحة، ومن حيث حث همم المسلمين -أيضاً- واضحة، فيجب على المسلمين أن ينصروا إخوانهم، ولا يدفعوا أخوات المجاهدين، أو أقرباءهم أن يفعلن ذلك. المقصود أن لها عبر ودلالات ينبغي أن نتأملها جميعاً بغض النظر عن الرأي الفقهي والراجح والمرجوح، لكن ما وقع، فنقول: نسأل الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أن يتقبل من فاعله وأن يثيبه عليه بأفضل وأجزل الثواب، وأن يجعله نصرة للإسلام والمسلمين، وأن يجعل المسلمين يهبوا لنصرة إخوانهم فلا يضطروهم إلى مثل هذا العمل. والحمد لله رب العالمين.